تكرير العامل في النحو العربي

الحمد لله رب العالين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله الطاهرين، وبعد فإن الكلام على وفق ما ألف ووضع، يضاف إلى ذلك أمور أخرى بعضها مهم يقام عليه الكلام ويتم به المعنى وبعضها كمالات مضافة يفهم بها المعنى على العموم وبعضها ما يتصور وبعضها ما لا يمكن وجوده وإن احتمل. فمن هذه الأمور التي يكون وجودها مهماً وتقدير الكلام يعتمد عليها تكرير العامل الذي يعني بأبسط صورة له: إعادة ذكر العامل في الجملة بلفظه أو بلفظ مقارب للفظه، مع عدم ترتب شيء على ذكره الثاني. وقد رأينا أن نبحث بالمصاديق التي تنطبق على هذا الأمر بما يجمعها جميعًا ويجعلها في مكان واحدٍ كي نتعرف عليها بشكل موحّد ونتعرف على أوضاعها وما فيها من خفاء وما يكتنفها من أسرار لغوية مهمة عند الدرس والتحصيل، ونفهم كيفية توجيه العلماء لها وأقوالهم فيها. وقد تشكل البحث في مقدمة عرفت فيها بالموضوع، وتمهيد بحثت فيه: التكرير وأنواعه، ومباحث صغيرة تخص التكرير هي: البدل على نية تكرير العامل، المصدر المغاير للفعل، وإعادة حرف الجر مع العطف، وإعادة الفعل في الجملة، وخاتمة ذكرت فيها نتائج البحث.