إستراتيجيات التغيير في العمل المصرفي بين تحديات العولمة و متطلبات المهنة

يعد العمل المصرفي واحدا من ابرز النشاطات التي تفاعلت مع التطورات الدولية ولا سيما على الصعيدين المالي والاقتصادي. عليه استوجب الأمر تكيف المصارف مع هذه التطورات والتفاعل معها من خلال تبنيها لجملة من الاستراتيجيات الأساسية التي تعينها على الاستمرار والمنافسة ومواجهة التحديات التي تحدق بها. ولأن العولمة تعد واحدة من أبرز الظواهر التي طالت النشاط المصرفي فقد ركز البحث على عرض لمفهوم العولمة وأهم التحديات التي تواجه المصارف والمتطلبات التي ينبغي توافرها من اجل التفاعل مع هذه الظاهرة. ويأتي في مقدمة هذه المتطلبات ضرورة قيام المصارف بزيادة رؤوس أموالها انسجاما مع متطلبات لجنة بازل، وبالشكل الذي يتناسب مع حجم المخاطر الحقيقية التي تواجهها المصارف اليوم، كما ويعد التطور التكنولوجي في نظم المعلومات واحدا من أكثر التحديات التي تقف وراء ضرورة تغيير أساليب العمل المصرفي بهدف خفض التكاليف وتحقيق السرعة والدقة في انجاز العمليات وتلبية طلبات الزبائن وتحقيق رضاهم واستمرار تعاملهم مع المصرف، فالزبون اليوم يمثل الهدف الأول الذي تسعى المصارف إلى تقديم كل ما هو جديد وحديث ومناسب له، بهدف المحافظة عليه وزيادة رضاه ومحاولة جذب زبائن جدد معه. وقد أكد البحث على ما أفرزته ظاهرة العولمة من تغير في هيكل الخدمات المصرفية، فالتحرر من القيود واللوائح والتشريعات أسهم وبشكل كبير في دخول المصارف في مجالات عمل لم يكن مسموحاً لها بها سابقا، وهو ما يتطلب إعادة هندسة شاملة للمصرف. فالمصارف اليوم أصبحت مصارف شاملة تقوم بتجميع المدخرات من القطاعات كافة وتعيد توظيفها واستثمارها في القطاعات كافة معتمدة استراتيجية التنويع لتقليل المخاطر وتعظيم العوائد، إلى جانب ممارستها لأعمال المصارف الاستثمارية ومصارف الأعمال. إن تطبيق استراتيجيات إعادة الهندسة والتحسين المستمر يتطلب تطبيق استراتيجيات مكملة لها تركز جميعها على تحقيق المزايا التنافسية للمصرف من خلال خفض التكاليف وزيادة الأرباح والحصة السوقية، وهو ما تناوله البحث بشيء من التفصيل.