ابن عقدة الكوفي: دراسة في نشأته العلمية
عاش الحافظ أبو العباس بن عقدة في العصر العباسي الثاني الذي حدده المؤرخون بأربعة قرون (232ه-656ه)، وتحديداً في عصر النفوذ التركي (232ه-847م-334ه/945م)، الذي شهد تطوراً كبيراً على الصعيد السياسي، وسمي بهذا الاسم لأن قادة الجيش الأتراك كانت لهم السيطرة التامة على الخلافة العربية العباسية، بحيث لا يقطع...
Gespeichert in:
Veröffentlicht in: | Journal Of Babylon Center For Humanities Studies 2023, Vol.13 (2), p.221-242 |
---|---|
Hauptverfasser: | , |
Format: | Artikel |
Sprache: | ara ; eng |
Schlagworte: | |
Online-Zugang: | Volltext |
Tags: |
Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
|
Zusammenfassung: | عاش الحافظ أبو العباس بن عقدة في العصر العباسي الثاني الذي حدده المؤرخون بأربعة قرون (232ه-656ه)، وتحديداً في عصر النفوذ التركي (232ه-847م-334ه/945م)، الذي شهد تطوراً كبيراً على الصعيد السياسي، وسمي بهذا الاسم لأن قادة الجيش الأتراك كانت لهم السيطرة التامة على الخلافة العربية العباسية، بحيث لا يقطع الخليفة أمراً دون استشارتهم، بل كانوا يتحكمون في منصب الخليفة فيولون من يخدم مصالحهم، ويعزلون من يعارض مصالحهم كذلك الوزراء الذين اصبحوا عرضة للتنكيل والمصادرة من قبل هؤلاء الأتراك إذ عملوا على إقصاء كل وزير يتطلع إلى الاحتفاظ بسلطته واثروا الاعتماد على وزراء ضعاف يلبون مطالبهم، ويعود ضعف الدولة العربية العباسية إلى عدة عوامل أهمها اعتماد الخلفاء على هؤلاء الأتراك وتكليفهم في المناصب المدنية والعسكرية دون العرب الذين كانوا مادة الإسلام وقوام الدولة، فضعفت عصبيتهم وانحطت منزلتهم وانصرفت قلوبهم عن التأييد، لذلك يمكننا أن نلاحظ أن هذا العصر كان يسوده الفساد وعدم الاستقرار. أما بالنسبة للمجتمع المتفاوت المضطرب الذي كان ينتظر وبفارغ الصبر رباناً يقود سفينته إلى بر الأمان والاستقرار، إذ جعل الخلفاء للغناء والرقص مجالس أسهم فيها الشعراء والعلماء والأدباء، فلا تدري أهي مجالس شراب عقدت من أجل الفن والأدب، أم مجالس فن وأدب كانت من أجل الشراب وكان لها طقوسها الخاصة وملابسها المتميزة المشرقة والملمعة والمعطرة والمزينة بالذهب، فيتذاكرون فيها آداب العرب وأخبار الأمم وكان لكل خليفة ندماء يصطفيهم من خاصته، وقد تخلل تلك المجالس الانصراف إلى اللهو والبذخ والإسراف. على الرغم مما ذكر أعلاه إلا إننا يمكن أن نعد القرنين الثالث والرابع الهجريين من أرقى العصور في تاريخ الدولة الإسلامية من الناحيتين العلمية والفكرية، ويعود السبب في ذلك إلى ازدهار الحياة الفكرية كثيراً في العصر العباسي الثاني إذ أن المجتمع كان مكون من أخلاط من أمم وثقافات مختلفة وكانت الدولة مزيجاً من شعوب كثيرة وكانت عقلية هذا الشعب الجديد يتجلى فيه أثر هذه الثقافات، إذ كان لامتزاج العنصر العربي بالعناصر الأجنبية تأثير في الحياة العقلية والثقافية، لأن لكل عنصر من هذه العناصر له آدابه وعاداته وتقاليده وأفكاره التي تميزه عن الآخر وربما كان لهذا الامتزاج أثر كبير في خلق بيئة تتمتع بقدر كبير من الخصائص والمميزات المختلفة. |
---|---|
ISSN: | 2227-2895 2313-0059 |