هل كان ابن تيمية به مس من جنون

تتخذ هذه الدراسة المعقودة لتحليل شخصية ابن تيمية (ت 728 ه / 1328 م) من الحكم الذي قرره ابن بطوطة (779 ه /1377 م تقريبا) بشأنه، و هو أنه كان يفتقر إلى الاتزان العقلي منطلقا لها. و لئن كانت تتغيا في الأساس تقييم هذا الحكم، فإن لها هدفا أخر يتمثل في بيان ما إذا كانت شخصية ابن تيمية قد أثرت على سيرته، و كيف أثرت، و على وجه الخصوص تحديد ما إذا كان التحيز العاطفي الذي أثاره سواء أكان لصالحه أم ضده يمكن أن يغزى بدرجة كبيرة إلى سلوكه. على أننا سنضرب صفح هنا عن مناقشة مسألة أخرى لا تقل في أهميتها عن سابقتها إن لم تكن أهم منها، ألا و هي مقدار الأثر الذي تركته شخصية ابن تيمية على كتاباته ؛ لأن الترتيب الزمني لمؤلفاته التي تند عن الحصر، و التي لا يزال أكثرها مخطوطا، لم يدرس بعد درسا وافيا. و ثمة سؤال أخر يرد ضمنا في تضاعيف هذه الدراسة، و هو : هل المعلومات التي تتيحها لنا المصادر الإسلامية الوسيطة تكفي للوفاء بمقاصد التحليل النفسي الجاد (لشخصية ابن تيمية) ؟