العامل الديني في العهد القديم وأثره في إيديولوجية الإبادة الجماعية: سفر يشوع بن نون أنموذجا

لم تكن عمليات الإبادة الجماعية حدثا من أحداث العصر، بل هي حدثا من الأحداث التي تمتد في جذورها إلى أعماق التاريخ القديم للبشرية. فقد حفظ لنا التاريخ القديم عمليات إبادة وحشية ودموية حدثت في فترة ما قبل الميلاد، قام بها ملوك وقادة طغاة لأسباب عدة لعب فيها العامل الديني الدور الفاعل. وفي أسفار العهد ال...

Ausführliche Beschreibung

Gespeichert in:
Bibliographische Detailangaben
Veröffentlicht in:Majallat Markaz Bābil lil-dirāsāt al-insānīyah 2022, Vol.12 (3), p.19-54
Hauptverfasser: زوبع، علاء عبد الدائم, أنمار عبد الجبار جاسم
Format: Artikel
Sprache:ara ; eng
Schlagworte:
Online-Zugang:Volltext
Tags: Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
Beschreibung
Zusammenfassung:لم تكن عمليات الإبادة الجماعية حدثا من أحداث العصر، بل هي حدثا من الأحداث التي تمتد في جذورها إلى أعماق التاريخ القديم للبشرية. فقد حفظ لنا التاريخ القديم عمليات إبادة وحشية ودموية حدثت في فترة ما قبل الميلاد، قام بها ملوك وقادة طغاة لأسباب عدة لعب فيها العامل الديني الدور الفاعل. وفي أسفار العهد القديم التي تعد نصوصا دينية مقدسة ووثائق تاريخية في الوقت نفسه يتردد ذكر الكثير من عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها الإسرائيليون ضد الشعوب الآمنة بعد أن احتلوا أراضيها وتحت غطاء ديني، إذ كانت تتم وكما تذكر نصوص العهد القديم بأمر الرب ومباركته، وهي فريضة الشريعة التي أمر بها الرب الإسرائيليون في إبادة واجتثاث الشعوب الوثنية. وقد اخترنا واحدا من أهم الأسفار وأكثرها سردا لعمليات الإبادة تلك وهو (سفر يشوع بن نون) هذا السفر الذي سمي باسم القائد الذي تولى قيادة بني إسرائيل بعد وفاة موسى (ع) والذي شرع أول عمليات إبادة جماعية عرفتها الإنسانية في عصورها القديمة، متخذا من النصوص الدينية للعهد القديم ذريعة لإقامة تلك المجازر، إذ جاء في تلك النصوص: (أما مدن الأمم التي يعطيها لكم المولى إلهكم نصيبا فلا تبقوا فيها أحدا بل أفنوهم جميعا ... ) (سفر التثنية 20 / 16-17)، وجاء في نصوص أخرى من العهد القديم أيضا (فتجندوا على مديان كما أمر الرب واقتلوا كل ذكر ... ) (سفر العدد 31 / 17-19). وهنا يتجلى العامل الديني وأثره في الفكر الإيديولوجي لعمليات الإبادة. فعندما هاجم يشوع بن نون (1267-1157 ق.م) ومن معه من البداة الإسرائيليون الحاقدين على كل ما هو حضاري ومتمدن مدينة أريحا الكنعانية أبادوا جميع سكانها، إذ جاء في سفر (يشوع بن نون 6 / 21-24) (وقتلوا بالسيف كل من في المدينة الرجال والنساء والأطفال والشيوخ حتى البقر والغنم والحمير واحرقوا المدينة وكل من فيها بالنار ... )، وهكذا فعلوا مع باقي المدن الكنعانية والمدن الأخرى، حيث يستمر السفر على هذا المنوال في عمليات القتل والإبادة الجماعية حتى أطلق عليه (سفر المجازر). Genocide was not an event of the times, but rather an event that extends its roots to the depths of the ancient history of mankind. ancient history has preserved for us brutal and bloody genocides that occurred in the BC period, carried out by kings and tyrant leaders for several reasons in which the religious factor played an active role. in the books of the old testament, which are sacred religious texts and historical documents at the same time, many genocides carried out by the Israelis against the safe peoples after they occupied their lands and under religious cover are mentioned, as they were carried out and as mentioned in the old testament texts by the order and blessing of the lord, and it is an obligation the law that god commanded the Israelites to exterminate and
ISSN:2227-2895
2313-0059