الدور العسكري الروسي في الشرق الأوسط بعد عام 2011

ضمن اهتمام القيادة السياسية الروسية بضرورة إحياء الدور الروسي العالمي، تأتي سلسلة تفاعلاتها العسكرية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد عام ٢٠١١، لتشكل مساراً حيوياً من مسارات إعادة الدور والمكانة لروسيا في تفاعلات النظام الدولي والشرق أوسطي، بعد أن وجدت في قضايا وأزمات المنطقة مجالاً يسهم في تقوية الدور الروسي بوجه القوى الغربية، ويساعد على تثبيت وتعزيز الشركات الاقتصادية والعسكرية الروسية مع دول منطقة الشرق الأوسط، انطلاقا من ضرورات إعادة إحياء علاقات الصداقة التي كان الاتحاد السوفيتي يتمتع بها مع العديد من دول المنطقة، ولهذا اتجهت روسيا بعد عام ٢٠١١ إلى توظيف أدواتها العسكرية تجاه منطقة الشرق الأوسط عبر تفاعلها بقوة في إدارة الأزمة السورية والأزمة الليبية التي وجدت فيهما مجالا يعزز من وجودها العسكري في المنطقة في اطار التنافس الحاصل بينها وبين القوى الغربية على مجالات النفوذ في المنطقة، فضلاً عن تطويع هذه الأزمات في ترسيخ مقبولية السلاح الروسي لدى دول المنطقة بما يضمن إعادة إحياء مكانته في سوق السلاح الشرق أوسطي الذي يسهم في تقوية الوجود الروسي ويحقق مصالحها وأهدافها في المنطقة.