واقع الخدمات و كفاءتها في ريف ناحية السدير : محافظة القادسية

تم دراسة ريف ناحية السدير من حيث الواقع الخدمي وكفائته، وإتضح تدني مستوى الخدمات وعدم عدالة التوزيع المكاني لمراكزها مقارنة بالحجم السكاني للمستوطنات الريفية ومواضعها الحالية وبالتالي فإن الخدمات القائمة حالياً لا تسد الحاجة الفعلية للسكان، بل وحتى الجزء اليسير منها لقسم من الخدمات، ويتضح ذلك من عدم وجود رياض الأطفال والمدارس الإعدادية في ريف الناحية، ولا يوجد سوى مدرستين متوسطتين توزعت في مستوطنتين شكلت (3.2 %) من مجموع المستوطنات الكلي، فضلا عن وجود (٢٣) مدرسة ابتدائية توزعت في (١٩) مستوطنة شكلت (30.6 %) من مجموع المستوطنات الكلي. كما اتضح تدني مستوى الخدمات الصحية والتي وجدت في ثلاث مستوطنات ريفية فقط شكلت (4.8%) من مجموع المستوطنات الكلي، وعلاوة على قلتها تتصف الخدمات الصحية بتدني مستوى ما يقدم منها للسك ان. كما شكل السكان الذين لا يحصلون على خدمات الماء الصالح للشرب (31.73%) من مجمل سكان ريف الناحية، وبلغت حصة الفرد من الماء وللمجهزين فعلاً (161 لتر/ فرد/ يوم) وتمثل (44.72%) من المعيار التخطيطي (360 لتر/فرد/يوم) والذي يعني عجزا يبلغ (199لتر/فرد/يوم) ويساوي (55.28%) من المعيار المذكور. واتضح من البحث تدني مستوى خدمات الكهرباء ويتضح ذلك في زيادة ساعات القطع والتي تصل بين (12-16 ساعة/ يوم)، فضلاً عن رداءة نوعية الكهرباء المجهزة للسكان وعدم استقرارها وسرعة تأثرها بالتقلبات المناخية لعدم وجود اهتمام في صيانتها وتغيير ما يصيبه الضرر من أجزاء المنظومة الكهربائية، وقد قلل ذلك من كفاءتها كثيراَ. كما كشف البحث افتقار ريف ناحية السدير إلى منظومة طرق معبدة تسهل حركة السكان داخل منطقة الدراسة ومع محيطها الإقليمي لتسويق إنتاجها الزراعي وللحصول على الخدمات الضرورية. يعد مفهوم الخدمات (Services) من المفاهيم التي حظيت باهتمام كبير في الآونة الأخيرة نظراً لتزايد حاجات الإنسان خاصة بعد التطور التكنولوجي والفني. وتعد الخدمات من المؤشرات المهمة في تقييم مستوى التطور الحضاري والاجتماعي والاقتصادي والعلمي للمجتمعات، فضلاً عن تقييم مستوى الأدوار التي تؤديها الحكومات بإتجاه مواطنيها بواسطة دوائرها التخطيطية التشريعية كانت أم التنفيذية. ويعيش المواطن في المجتمع في خضم ظروف ينمو فيها، ويتطور تقسيم العمل والتخصص، وأثناء ذلك تنمو المتطلبات والاحتياجات المتنوعة الأساسية التي تعتبر ضرورية في حياة الناس لدرجة كبيرة، لذلك أصبح توفير الخدمات للسكان بجميع أشكالها أمراً ضرورياً وأساسياً ومن سمات التطور والتقدم للمجتمع.(1) ومن هذا المنطلق يؤكد برنامج الأمم المتحدة للإنماء على ضرورة إتباع الحكومات لسياسات اجتماعية واقتصادية موجهة وواضحة المعالم والأهداف لتوفير الخدمات الاجتماعية وخدمات البني التحتية في الريف، وذلك من أجل التطوير الاجتماعي والاقتصادي وما لذلك من تقليل للفوارق بين الريف من جهة، والمناطق الحضرية المجاورة له من جهة أخرى. (2). كثيرة هي الدراسات التي اهتمت بدراسة الخدمات وبرؤيا