رسائل السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى الخليفة المنصور الموحدي وموقفه منها

إن دراسة العلاقات الدبلوماسية في العصور الوسطى يتطلب تعريفاً بالدبلوماسية والهدف منها، فالدبلوماسية قديمة قدم الجماعات البشرية، وهي انعكاس طبيعي لحركة تلك الجماعات، وفي تفاعلاتها مع بعضها البعض، والتي تهدف إلى ضبط العلاقات فيما بينها، وقد اتسمت الدبلوماسية في كل مرحلة من المراحل التي مرت بها بسمات جديدة أظهرت معالمها ومجالاتها. إلا أن الواقع الدبلوماسي في العصور القديمة والوسطى تميز بكونه بعثات دبلوماسية مؤقتة وثنائية، تنتهي مع انتهاء الهدف من الزيارة بقبول الطرف الآخر لأفكار المبعوث أو رفضها، ومع ضعف الامبراطورية العباسية وانقسامها إل مجموعة من الممالك والإمارات، وما رافقها من أطماع خارجية تمثلت بحروب الفرنجة، حيث ازدهر النشاط الدبلوماسي بين تلك الممالك والإمارات التي لعبت دوراً أساسياً في التصدي لتلك القوى المعادية، وذلك من خلال التعاون فيما بينها، والاتفاق مع بعضها للحد من تأثير تلك الحملات على الواقع السياسي والاقتصادي والديمغرافي للمنطقة عامةً والمشرق العربي خاصةً.