تداعيات الأزمة السورية على قطاع التجارة الخارجية مع دول العالم

يهدف هذا البحث دراسة تأثير الأزمة السورية على قطاع التجارة الخارجية (واردات وصادرات) مع دول العالم من خلال إجراء مقارنة لتطور الصادرات والواردات السورية مع جميع بلدان العالم خلال فترة ست سنوات قبل الأزمة وست سنوات خلال الأزمة، وتطرح مشكلة البحث التساؤلات الآتية: ما هو حجم التجارة الخارجية السورية قبل الأزمة؟، وما التغيرات الحاصلة على التبادلات التجارية خلال الأزمة السورية؟، وقد ركز الباحث على إظهار الأثر الحقيقي للأزمة السورية على العلاقات الاقتصادية السورية مع دول العالم من جانب الميزان التجاري (واردات وصادرات)، و قد خلص الباحث إلى عدة نتائج وتوصيات منها: أدت الأزمة السورية إلى انخفاض الصادرات السورية إلى معظم دول العالم وذلك بسبب الحصار الاقتصادي الظالم الذي فرض من قبل دول الاستعمار على سورية من جهة وبسبب توقف إنتاج النفط وخروج معظم حقول النفط عن سيطرة الدولة من جهة أخرى، إضافة إلى تضرر معظم قطاعات الاقتصاد والتي كانت تشكل موردا هاما للصادرات كالقطاع الزراعي، بينما شهد قطاع الواردات تحسنا كبيرا نظرا لتضرر قطاعات الاقتصاد الوطني وتوقفها عن الإنتاج وخاصة الصناعية وهذا ما فرض حاجة ماسة للاستيراد وتلبية الطلب المحلي، وبعد تحسن الوضع الأمني يرى الباحث ضرورة تفعيل قطاع التجارة الخارجية مع دول العالم وبالأخص قطاع الصادرات والتركيز على التبادلات التجارية مع الدول الصديقة والداعمة للشعب السوري كالصين وروسيا وايران ودول أمريكا اللاتينية وهذا سيسهم بتوفير القطع الأجنبي الذي يسهم بدوره في عملية إعادة إعمار سورية.