الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثالث (1789-1807م)

تحدث هذا البحث عن أحد السلاطين العثمانيين الذي أدى دوراً كبيراً في محاولة إصلاح وتطوير الدولة العثمانية بعد ما أصابها من الضعف والانحلال في فترة السلاطين الضعاف، وأصبحت تتجرأ عليها الدول الأوروبية وتقلص من مساحتها، كما حدث فيها اضطرابات داخلية بالإضافة إلى تسلط الانكشارية على السلاطين وعدم تنفيذ الأوامر الصادرة لهم، وانتشر الفساد في انحائها من شراء المناصب وغلاء المعيشة وتسلط رجال غير أكفاء على المراكز الهامة في الدولة، فالسلطان سليم الثالث عندما وصل إلى عرش السلطنة العثمانية كان يدب فيها الضعف والانحلال، مما دفعه للعمل على محاولة تطوير الدولة العثمانية وإعادتها إلى ما كانت عليه زمن السلاطين الأقوياء الذين كانوا يرعبون أوروبا، وتسير قوات الانكشارية تحت سلطتهم ويحققون الانتصارات على الجيوش الأوروبية ويعملون على توسيع مساحة الدولة العثمانية، فرغبة السلطان سليم الثالث بإجراء ترتيبات إصلاحية جديدة في الدولة العثمانية داخلية وخارجية لم تكن بالأمر اليسير في دولة وصلت إلى مرحلة متقدمة من الضعف والانحلال بل واجهته صعوبات كثيرة في محاولة السيطرة وقيادة الدولة العثمانية.