استراتيجيات النسج في العمارة المعاصرة

ان النسج في العمارة ظاهرة قديمة, حيث ان امتزاج العمارة والمنسوجات ليس بالتطور الحديث, وان انصهار المنسوجات والعمارة بما في ذلك العمليات والتقنيات ومواد مختلفة, لهُ تاريخ طويل ومليء, لكنه مهمل الى حد كبير, وفي العقدين الماضيين تجدد الاهتمام بموضوع الجمع بين العمارة والمنسوجات اعتمادا على افكار وطروحات المنظرين المعماريين والمهندسين ومصممي النسيج وعلماء المواد والفنانين وذلك باستثمار التقنيات التكنولوجية على مستوى العمليات التصميمية والانشائية الحديثة والمواد المتقدمة فشكًلت جانبا مهما من الحوار النقدي والجدلي في الممارسة التطبيقية, التعليمية والمهنية, ففي تسعينيات القرن الماضي وجدت العمارة طرائق جديدة في التعبير عن نفسها مما اتاح دراسة الاشكال المعقدة, المرنة, الديناميكية والحرة بدقة واحكام, من خلال سعيها الى دراسة مفهوم النسج في العمارة؛ فمن خلال تحليل الدراسات تبين وجود نقص معرفي حيث لم يتم تناول المفهوم بشكل واسع وتقصي استراتيجياته وحصر تقنياته, مما حدد المشكلة البحثية (عدم شمولية الدراسات السابقة لاستراتيجيات النسج وتوظيفها في العمارة المعاصرة). وكان هدف البحث(بناء اطار نظري شامل يوضح استراتيجيات النسج وتوظيفها في العمارة المعاصرة), وتطلب ذلك بناء اطار نظري تم استخلاصه من الدراسات الادبية والتاريخية والمعمارية وبلورة المفردات الرئيسية وتضمنت ثلاث مفردات وهي؛ استراتيجية محاكاة الطبيعة, استراتيجية محاكاة التقاليد والاعراف, واستراتيجية توظيف العلوم والابتكارات, تم تطبيقها على المشاريع المنتخبة للدراسة العملية التي تنتمي الى حقبة الالفية الثالثة(القرن الواحد والعشرين) وتحمل فكرة استراتيجيات وتقنيات النسج, وتم صياغة فرضية رئيسة هي (تتباين خصائص عمارة النسج المعاصرة لتحقيق الابعاد الجمالية والادائية والوظيفة بتباين الاستراتيجيات المعتمدة في العمارة المعاصرة) ثم طرح وتحليل النتائج والاستنتاجات النهائية.