المعايير التصميمية لإعادة توظيف المباني التراثية لتحقيق مبدأ الإستدامة: دراسة حالة مجموعة الغوري

إن الحفاظ على التراث المعماري يعد جزءا لا يتجزأ من عملية الحفاظ على الهوية الإنسانية وتعد عملية الحفاظ على المباني التراثية عملية متكاملة العناصر يجب أن تطبق بجميع جوانبها، فمن غير المنطقي اعتبار أن الترميم وحده كافيا للحفاظ على المبنى التراثي، ولكن ما يوفر الحماية الحقيقية للمبنى هو إعادة توظيفه بعد ترميمه في الوظيفة التي أنشئ من أجلها أو في وظيفة جديدة تتوافق مع التصميم الداخلي للمكان ومساحته وكذلك موقعه وطابعه الحضاري، مع عدم المساس بقيمته وخصوصيته، فتوظيف المباني التراثية وإعادة استخدامها بطريقة مدروسة وليست عشوائية تراعي فيها الجوانب التصميمية للحيزات الداخلية للمباني تعد ضرورة حتمية للحفاظ عليها بحيث لا تؤثر التعديلات المضافة على المباني من الناحية الإنشائية أو التصميمية أو تتسبب في حدوث أضرار بها كما حدث لكثير من البيوت والقصور والخانقاوات في العالم الإسلامي. وتكمن مشكلة البحث في: عدم وجود معايير تصميمية واضحة لإعادة توظيف المباني التراثية. وكذلك التوظيف العشوائي للمباني التراثية بما لا يتناسب مع الموقع والمساحة والتصميم الداخلي لها مما يلحق الضرر بها. وإهمال مبدأ إعادة التوظيف والاكتفاء بالترميم والتجديد للمباني التراثية. ويهدف البحث إلى وضع المعايير التصميمية والضوابط اللازمة لإعادة توظيف واستخدام المباني التراثية بما يضمن استمراريتها، وإعادة توظيف واستخدام المباني التراثية بطريقة علمية مدروسة والتطبيق على أجزاء من مجموعة الغوري. ويفترض البحث أن إعادة التوظيف والاستخدام الملائم للمباني التراثية بعد ترميمها وتجديدها يضمن استدامة الحفاظ عليها واستمراريته. ومراعاة المعايير التصميمية يحقق أقصى استفادة من المبنى التراثي عند إعادة توظيفه واستخدامه ويحافظ عليه. منهجية البحث: المنهج الاستقرائي والمنهج الوصفي.