الصورة البيانية في شعر ابن الظهير الإربلي ت 677 هـ

يُعد الشاعر (ابن الظهير الإربلي) (ت 667هـ) من ابرز شعراء العراق في القرن السابع الهجري، والصورة البيانية أهم مرتكز في نصه الشعري، وهو من مشاهير مدينة إربل، وقد شهدت له أكثر المدن العربية مثل بغداد ودمشق والقاهرة بمواقفه المحمودة في إشاعة المعرفة التي اكتسبها ووقف على دقائقها. وجاءت الفنون البيانية من (تشبيه واستعارة وكناية) من أهم العناصر المساهمة في بناء صورة الشعرية، وإبراز القدرة التصويرية عنده، إذ ساعدته في إظهار الجانب الحسي لدعم المعني المراد تشكيله وتصويره تصويرا حسيا، وقد استمدت الصورة في شعره عن طريق الأساليب البيانية في تنظيم تجاربه الشعرية، واستطاع عن طريقها توسيع مداركه، بوصفها قوة مشحونة بالتأويل، ويستطيع الشاعر إظهار ما في داخله وخياله إلى المتلقي بالصورة، وندرك أن الشاعر استمد جل صوره من الطبيعة، وتعد صوره لوحات متكاملة عبر فيها عما يدور في خياله، فضلا عن أن الانطباع النفسي كان العامل الأساس في تشكيل صوره البيانية، بصفتها أداة لغوية يريد بها المعني البعيد لا القريب للألفاظ، لُيحل فيها تعبير مجازي محل تعبير حقيقي يثير به خيال المتلقي، فالصورة نسخة جمالية تستحضر فيها لغة الإبداع الهيئتين الحسية والشعرية للأجسام أو المعاني بصياغة جديدة تمليها موهبة الشاعر وتجربته على وفق تعادلية فنية بين طرفين هما: المجاز والحقيقة، فالشاعر يستخدم مفردات متداولة، لكي يكون منها بالنظم ما لم يستطيع غيره فعله، فيمنح لغته الشعرية بالصور البيانية قدرات دلالية، تدفع الخيال إلى تصورات عينية؛ وعندئذ ينطلق إلى آفاق من الحرية والتجديد والمتعة في استخدام الكلمات التي لم يسبق للغة العقلية تحديدها، وعندئذ تضيء الصور الطريق إلى الموضوع.