أرمن القدس من خلال الكتابات التاريخية الاسلامية والأرمنية

يعد الشعب الأرمني من الشعوب العريقة من حيث التاريخ الحضاري والقدم في اعتناق الديانة النصرانية، ونتيجة لهذا أصبحت مدينة القدس محط اهتمام الأرمن لما لها من مكانة دينية مقدسة بالنسبة لهم فسعوا إلى زيارتها والحج إلى كنيسة المهد، وكانت أول مجموعة توجهت إليها بحدود سنة 325م، فضلاً عن اهتمام ملوكهم بهذه المدينة وأماكنها المقدسة، كما أشارت روايات أخرى إلى أن تاريخ التواجد الارمني فيها إلى ما قبل النصرانية، وبعد اعتناق النصرانية هاجر عدد كبير من الأرمن وبشكل منتظم من أرمينيا والمناطق المجاورة إلى القدس واستقروا فيها بشكل نهائي مؤسسين الكثير من الأديرة والكنائس الخاصة بهم. لم يقتصر دور الأرمن على الناحية الدينية فقط بل أدوا دوراً كبيراً في مجالات عدة منها الإسهام في الحياة العلمية من خلال تأسيس العديد من المدارس، فضلاً عن اهتمامهم بالجانب الاقتصادي وتقويته من خلال مزاولتهم التجارة وغيرها من المجالات الأخرى، فأصبح لهم حي خاص بهم والذي لا يزال قائماً إلى يومنا هذا إذ بقي الأرمن فيه يواجهون الاعتداءات الصهيونية على المدينة جنباً إلى جنب مع إخوانهم المقادسة من أبناء الأديان والطوائف الأخرى، ويدافعون عن مقدساتها وتاريخها العريق.