حصن عثليت: بناؤه و دوره في الحروب الصليبية
من المعروف أن الحروب الصليبية مهما تباينت دوافعها وتعددت اسبابها، كانت مجالا واسعا التقى به الشرق الإسلامى بالغرب الأوربي في حقبة العصور الوسطى، في مختلف النواحي الحربية والحضارية وعلى اوسع نطاق، وقد ظهرت فيما بعد نتائج عدة لتلك الحروب، ومن ابرزها تطور فنون القتال واساليبها، وذلك بفعل الصراع العسكري...
Gespeichert in:
Veröffentlicht in: | al-Tarbiyah wa-al-ʻilm lil-ʻulūm al-insānīyah : majallah ʻilmīyah muḥakkamah taṣduru ʻan Kullīyat al-Tarbiyah lil-ʻUlūm al-Insānīyah fī Jāmiʻat al-Mawṣil 2009, Vol.3 (5), p.109-131 |
---|---|
1. Verfasser: | |
Format: | Artikel |
Sprache: | ara |
Schlagworte: | |
Online-Zugang: | Volltext |
Tags: |
Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
|
Zusammenfassung: | من المعروف أن الحروب الصليبية مهما تباينت دوافعها وتعددت اسبابها، كانت مجالا واسعا التقى به الشرق الإسلامى بالغرب الأوربي في حقبة العصور الوسطى، في مختلف النواحي الحربية والحضارية وعلى اوسع نطاق، وقد ظهرت فيما بعد نتائج عدة لتلك الحروب، ومن ابرزها تطور فنون القتال واساليبها، وذلك بفعل الصراع العسكري بين الطرفين في وقائع ومعارك قتالية مستمرة، ويعد بناء الحصون والقلاع في الشرق، وخاصة في المناطق الجبلية والساحلية، والاهتمام بتحصينها من أجل تعزيز قدرتها على الصمود بوجه الأخطار الخارجية، من الأساليب الدفاعية، فكان بناء حصن عثليث في سنة 615ه/ 1218م من نتائج الحروب الصليبية بشكل عام، والحملة الصليبية الخامسة بشكل خاص، التي قادها ملك بيت المقدس الصليبي جان دبرين (615 - 618 هـ/ 1218 -1221م) لغزو مصر. استمد حصن عثليث اهميته وشهرته من موقعه الجغرافي المتميز، وحصانتة الكبيرة، مما اهله ليكون احد الموانئ الفلسطينية المهمة، إذ تحكم بوصول الإمدادات من الغرب إلى الصليبيين في بلاد الشام في الحقبة الأخيرة من الحروب الصليبية، فهو يقع على الطريق الساحلى الذي يصل حيفا بقيسارية، وسمى بقلعة الحجاج كما اطلقت عليه الحوليات الصليبية، وعلى ما يبدو أن القلعة سميت بهذا الاسم نسبة إلى الحجاج النصارى الذين يصلون إليها من أوربا متوجهين إلى بيت المقدس، او ربما لإيوائها للحجاج النصارى وتقديمها الخدمة والعلاج لمرضاهم في بادئ الأمر، بينما اطلق عليه ياقوت الحموي في معجمه تسمية الحصن الأحمر، ولم يبين سبب تسميته بهذا الاسم، ولكنه ربما اطلق هذه التسمية بسبب لون بنائه، أي أنه كان قد بنى من حجارة ذات لون احمر. بعد أن تم الاتفاق النهائي على بناء حصن عثليث، اوكلت تلك المهمة إلى هيئة الداوية، فاستأنفوا عملية البناء في سنة 615 هـ/1218م، وانجزت المهمة في السنة ذاتها، ولعب الحصن دورا كبيرا في عصر الحروب الصليبية، حيث اصبح المركز الرئيس لهيئة الداوية في ايامها الأخيرة، وبقى حتى العصر المملوكي الاول. فلما رأى الداوية في حصن عثليث خلو الساحل الشامي من الصليبيين، بادروا إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة والتخريب، فاحرقوا الحواصل والمزارع المحيطة بالحصن، لكى لا يتركوا اي شيء يمكن للقوات المملوكية الاستفادة منه والتقوي به، وهربوا جميعا عن طريق البحر، فدخله المسلمون عنوة في 6 شعبان 690 ه/ 4 آب1291 م، بعد أن بقى لفترة استمرت خمسة وسبعون عاما، لم يبق للصليبيين على ساحل البحر حجرا على حجر، وطهرت جميع الأراضى العربية الإسلامية في بلاد الشام من الوجود الصليبي بشكل نهائي، ثم عاد السلطان الاشرف خليل بعدها إلى القاهرة، واقيمت مراسيم الاحتفال ابتهاجا بهذه الفرحة العظيمة والنصر الباهر. |
---|---|
ISSN: | 1812-125X |