أساليب التعاقد في ظل مبدأ الحرية الذاتية

إن أفكار الفلاسفة في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر أدت إلى ظهور "المذهب الفردي" الذي يقوم على مبادئ الحرية الفردية في أطلاق العنان لإرادة الفرد على حساب المصلحة العامة، وأصبح للإرادة مفهوم ذاتي في ظل النظرية التقليدية، وفي ظل هذه الأفكار فأن الحرية التعاقدية عبرت في مجموعها عن المصلحة العامة المعبرة عن مجموع مصالح الأفراد، وعليه نشأة مبدأ " سلطان الإرادة" الذي تأثر به المشرع في إصدار القانون المدني الفرنسي، إذ أقر نظاماً للعقد يعتمد حرية التعاقد حيث تبوأت الإرادة مكاناً مميزاً، لكن نهاية القرن الثامن عشر برزت مبادئ وأفكار مهدت للحد من المفهوم الذاتي للإرادة في ضوء الانتقادات العملية، وأصبحت المبادئ الاجتماعية والقواعد الاقتصادية هي الإطار الذي يجب أن يقوم عليه مبدأ الإرادة الذاتية وتقيده من التطرف، وأصبح ينظر إلى العقد على اعتباره وسيلة لإقامة التوازن العقدي بين مصلحتين متعارضتين لا ينبغي أن تسيطر أحدى الإرادتين على الأخرى.