الردة الفردية في المجتمعات الإسلامية إلى القرن الخامس الهجري / الحادي عشر نهاية الميلادي
شغل موضوع الردة اهتمام كثير من المؤرخين القدامى والمحدثين، فالردة كانت ولا تزال حدثا يفرض وجوده في المجتمعات الإسلامية، وهي وإن كانت اتخذت مسارا جماعيا في عهد أبي بكر الصديق إبان الحركة الكبرى التي هددت الدولة الإسلامية الناشئة إيما تهديد، فإنها اتخذت مسارا فرديا فيما تلي ذلك من عصور حتى عصرنا الحاض...
Gespeichert in:
Veröffentlicht in: | Majallat buḥūth al-Sharq al-Awsaṭ fī al-ʻulūm al-insānīyah wa-al-adabīyah 2023 (93), p.125-163 |
---|---|
1. Verfasser: | |
Format: | Artikel |
Sprache: | ara |
Schlagworte: | |
Online-Zugang: | Volltext |
Tags: |
Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
|
Zusammenfassung: | شغل موضوع الردة اهتمام كثير من المؤرخين القدامى والمحدثين، فالردة كانت ولا تزال حدثا يفرض وجوده في المجتمعات الإسلامية، وهي وإن كانت اتخذت مسارا جماعيا في عهد أبي بكر الصديق إبان الحركة الكبرى التي هددت الدولة الإسلامية الناشئة إيما تهديد، فإنها اتخذت مسارا فرديا فيما تلي ذلك من عصور حتى عصرنا الحاضر، وإن كانت قد بدأت إرهاصاتها في واقع الأمر منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تعددت أسباب الردة الفردية لكونها قائمة على الفرد ذاته، الذي ينفرد بكيانه وجوهره وسمات شخصيته ومستوى إدراكه وتفكيره فضلا عن مؤثرات بيئته وظروف حياته عن غيره، فكانت الردة عن الدين بسبب الشك أو عدم الاقتناع بالدين الإسلامي أو الوقوع في أسر العدو أو العشق أو كثرة الاختلاف في الدين أو الممارسات الخاطئة لبعض الحكام أو رفض تطبيق الحدود الشرعية أو خوفا من القتل. ومع تنوع أسباب الردة الفردية، تعددت أنماطها وأشكالها ما بين ردة ظاهرة وردة باطنة وردة قولية وردة قسرية وردة مذهبية وردة ادعائية وغير ذلك مما يستدل به على تباين مظاهرها وأنواعها. وفي الواقع، فإن الردة الفردية وإن كانت أقل تأثيرا على المجتمع الإسلامي من نظيرتها الجماعية، إلا إنها قد تشكل تهديدا لكيان هذا المجتمع، فهي تفت في تماسكه وترابطه، وقد تهدد أمنه وسلامته من خلال سعي بعض أفرادها إلى تحقيق الهدف المنشود في تفكيك المجتمع المسلم وتدميره. وقد اتسمت مواقف الخلفاء المسلمين تجاه المرتدين بالتباين والاختلاف، فبعضها اتسم بالشدة والصرامة، وبعضها الآخر كان يغلب عليه المرونة وتخفيف العقوبة، وذلك في حدود الصلاحيات التي منحها الإسلام لولي الأمر في هذا الشأن. |
---|---|
ISSN: | 2536-9504 |