الوقف السني في الأنبار: دراسة توثيقية

كل أمة من الأمم لها ما يميزها بين الحضارات الإنسانية وهذا التميز نابع من رصيد أخلاقي ذو قيم إنسانية تقدمها للبشرية كافة، وإن الأمة الإسلامية بلغت الذروة في الحضارة بما قدمته من خير الذي لم يقتصر على الإنسان فحسب بل شمل حتى الحيوانات. يهدف البحث الحديث عن نظام الوقف الذي يعد أحد الركائز الأخلاقية العظيمة التي قام به المسلمين لحمل عدد غير قليل من الأعباء العلمية والتعليمية والخدمات الاجتماعية والصحية والإغاثية والتي تنوء بحملها اليوم الدوائر والقطاعات ذات الصلة. وقسم البحث إلى محورين المحور الأول تحدثنا فيه عن الوقف وأهميته في الإسلام، وبيان أحكامه وشروطه ومشروعيته وأنواعه وأثره على المسلمين سواء كان الجانب الاجتماعي أو الجانب العلمي، وحرص أولى الأمر الاهتمام بهذا الأمر وتشجيع وحث ذوو الأموال على وقف جزء من أموالهم على المشاريع المختلفة التي تخدم الناس بجميع فئاتهم. أما المحور الثاني تحدثنا فيه عن الأوقاف في محافظة الأنبار الموقوفة فيها ما أنواعها وكيف تتم إدارتها من قبل دائرة الوقف السني في الأنبار والتي وضحنا فيه مهام هذه الدائرة وتوثيق نشاطها بالحديث عن شعبها ووحداتها والأعمال التي تقوم بها، كالاهتمام بالمواقع الدينية الأثرية، وتوعية الناس لما فيه لهم من خير في الدنيا والآخرة. وخرج البحث بالعديد من النتائج والتوصيات التي تؤكد على أهمية الوقف عند المسلمين والذي يحقق التكافل الاجتماعي فيما بينهم، والتأكيد على الاهتمام بالأوقاف في الأنبار وصيانتها من قبل دائرة الوقف السني فضلا عن عمل أرشيف ودليل للدائرة يوضح أعمالها ونشاطها بشكل سنوي وغيرها