قراءة في قافية الشاعر خفاف بن ندبة السلمي

يسعى هذا البحث إلى إعادة قراءة قصيدة من قصائد الشاعر خفاف بن ندبة، وهو من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا ردحا من حياتهم في الجاهلية وآخر في الإسلام. وهي قراءة تتجاهل مصطلح الأغراض الشعرية الذي يدمر وحدة القصيدة، ويعوق محاولة الفهم العميق للرموز والإشارات التي تتضمنها المشاهد الشعرية؛ وينطلق البحث من أن ثمة وحدة تربط بين موضوعات القصيدة المتعددة، وتجمع صورها الجزئية في صورة كلية واحدة، كما يضع في الحسبان أن ثمة خيطا شعوريا واحدا تتلاقى عنده أجزاء التجربة الشعرية التي انطلق الشاعر فيها من موقف نفسي ما. ومن شأن هذه القراءة أن تعيد للشعر ألقه وروحه، وتنأى به عن مفهوم النمطية والتكرار، فتكشف قدرة الشاعر على تحويل طاقات اللغة إلى تعبيرات مكثفة تنبض بانفعالاته وأحاسيسه، ونبرز مقدرته في صوغ الصور النمطية صوغا جديدا وإخراجها إخراجا ينسجم مع الحالة الشعورية التي عاشها لحظة التجربة الشعرية، ويعبر في الوقت نفسه عن خصوصية فنه التي تميزه من غيره.