منهج تفسير المنار في تربية القلب

من أهم الخصائص القرآنية هي الهداية والتربية، بحيث ارتبطت الهداية والتربية بالقرآن الكريم ارتباطا وثيقا، وعلى هذا الأساس انطلق الكثير من العلماء والباحثين والمفسرين لكشف المنهج التربوي القرآني، ومن هذا المنطلق كتبت الكثير من التفاسير التربوية. فعلي سبيل المثال يعد تفسير المنار أحد التفاسير المهمة التي شكلت على هذا الأساس، واهتم مؤلفيه اهتماما بالغا بالجوانب التربوية للقرآن الكريم. يعد القلب من أهم واخطر اللطائف الوجودية للإنسان، ويعتبر أهميته ودوره بالنسبة لسائر أعضاء الجسم كفضل وأهمية الحاكم ودوره بالنسبة لسائر الناس. فإنه إن صلح، صلحت الأمة وإن فسد فسدت وهكذا هو الحال بالنسبة للقلب. تناول هذا البحث "منهج تفسير المنار في تربية القلب" لكسب بعض الفضائل ومعالجة بعض الأمراض التي يتعرض لها القلب، وعلى هذا الأساس تبين أن أمور عدة كالإيمان بالله تعالي واليوم الأخر، تحصيل العلم، اللجوء إلى القرآن الكريم والتوبة وغيرها من الإمور لها التأثير المباشر في تربية القلب؛ كما أن هناك أمور تحول دون الوصول إلى الهدف المراد من تربية القلب ويجب الأجتناب عنها كوساوس الشيطان، الذنوب، النفاق، و... فعلي هذا الأساس إنقسمت الدراسة إلى مبحثين أساسيين. فتناول المبحث الأول دراسة "تربية القلب على كسب الفضائل" في حين عرض المبحث الثاني دراسة "أمراض القلب وطرق الخلاص منها" وذلك من خلال المنهج الإستقرائي - التحليلي.