رؤية استراتيجية في التقييم الذاتي والجودة للمؤسسات المتميزة

يعني التقييم الذاتي عملية التعرف على مواطن القوة والضعف، من خلال تقييم جوانب الأداء كافة. ومعرفة مدى المشاركة الفاعلة لجميع العاملين قياساً على مؤشرات وقواعد ومعايير الجودة الموضوعة من قبل المؤسسة وفقاً لرؤيتها وسبب وجودها، وتكمن قوة التقييم الذاتي في أنه يُمكن المؤسسة من التعرف على احتياجاتها والموارد المتاحة لها. ويفترض التقييم الذاتي أن العاملين كافة يقومون بمساهمة تهدف إلى استمرار تطوير تمك المؤسسة. الرؤية التي طرحها البحث تتلخص في بناء معايير مهنية للمؤسسة تتأطر أولاً بالرؤية الاستراتيجية التي ترغب المؤسسة في الوصول إليها مستقبلا والرسالة التي تريد تحقيقها الآن من خلال أهدافها المرحلية توضع جميعاً في إطار تنفيذي حقيقي ومزمن، وهذا يلزم المؤسسات مغادرة آليات تقييم الأداء التقليدي لأنه لا يتماشى مع مبادئها، واعتماد نظام آخر يربط التقييم الذاتي بجودة الأداء من خلال: 1-إيجاد دليل عمل للتقييم الذاتي: يعرض عملية التقييم الذاتي وأدواته المختلفة، وطرق تطبيقه، كخطوة أولى ومهمة نحو تحقيق الجودة لمؤسساتنا ويفيد العاملين في تصميم ومراجعة خطة تحسين الأداء. 2-تشكل فريق التقييم الذاتي بالمؤسسة: للتعريف بأدوار فريق التقييم الذاتي، وتحديد خطوات تطبيق مراحل التقييم الذاتي، ووضع نماذج من أساليب جمع البيانات المستخدمة في التقييم الذاتي في ضوء معايير الجودة، والتعريف بالخطوات الإجرائية التي تساعد على تحسين الأداء في ضوء معايير الجودة. 3-وضع خطة لتحسين الأداء في ضوء أولويات فجوات الأداء. 4-إصدار تقرير فريق تقييم الأداء الذاتي يحكم جودة الأداء ويقُوم خطة تحسين الأداء. اعتمد البحث المنهج الوصفي، باستخدامه دليل التقييم الذاتي المرفقة فقراته في البحث الحالي ومعايير الجودة الموضوعة وفق الاستراتيجية المتبعة في المؤسسة أما الاستنتاجات التي توصل إليها البحث: 1-تهدف الجودة إلى تحقيق رضا عملائها وبالتالي فإن درجة الرضا لديهم تعتبر معيار يمكن الحكم من خلاله على مستوى الأداء. 2-إشاعة مبدأ مشاركة العاملين في عمليات اتخاذ القرارات والذي يعطي لجميع الأفراد حق التقييم الذاتي، كما يمنح هذا المبدأ للأفراد حق المشاركة في وضع نظام تقييم الأداء وكذلك المشاركة في وضع الأهداف التي سيُقَيَمون في النهاية على أساس تحقيقها. 3-إشاعة روح العمل الجماعي من خلال فريق التقييم الذاتي: يؤدي أسلوب العمل الجماعي إلى تقييم الأفراد جماعياً وليس فردياً مثلما كانت عميه الطريقة التقليدية في تقييم الأداء. 4-يتميز نظام تقييم الأداء الذاتي بأنه أكثر فعالية وموضوعية وأكثر عدلاً من نظام تقييم الأداء التقليدي-الذي كان يركز على مجموعة من الصفات وهي معايير غير ملموسة وبما أن المقيم هو إنسان يميل إلى صفة أكثر من أخرى فإن تقييمه سيكون متحيزا ولا يعطي نتائج صحيحة. 5-أسلوب التقييم الذاتي يعتمد الحوار البناء بين القائمين بتقييم أنفسهم والفريق والمشرفين والرؤساء، وإن تعدد الجهات القائمة بالتقييم ينتج عنهُ تعدد المعايير المستعملة