دور متطلبات التعليم التقاني في إعداد مخرجات التعليم التقاني التطبيقي لتلبية احتياجات سوق العمل في سورية: دراسة ميدانية في الكلية التطبيقية في جامعة تشرين

هدفت الدراسة إلى تحديد أهم المتطلبات التي تحول دون استثمار مخرجات التعليم التقاني التطبيقي بالشكل الأمثل من أجل تلبية حاجة سوق العمل من المورد البشري التطبيقي، والذي من المفترض أن يكون مؤهلًا ومدربًا للانخراط في سوق العمل مباشرة، وتتمثل في جانبين هامين، الجانب الأول يتمثل بالمواءمة بين طبيعة نظم التربية والتعليم العالي من جهة من أجل سوق العمل، والثاني توافر التمويل المالي والذي يعد العامل الأكثر أهمية للتأثير في إعداد مخرجات بشرية تطبيقية قادرة على خوض مضمار العمل دون الحاجة إلي الاستعانة بالخارج من جهة أخري، وقد اعتمدت الباحثة على كلَّ من المقاربة الاستنباطية كمنهج عام للبحث والمنهج الصوفي التحليلي، وقامت بتوزيع استبانة على (405) من أعضاء الهيئة التعليمية تشمل (أعضاء الهيئة التدريسية، أعضاء الهيئة الفنية، مهندسين، مدرسي الجانب العملي والنظري في مديرية التربية) مجتمع البحث في الكلية التطبيقية في جامعة تشرين، تم استرداد (399) استبانة، كان صالحًا منها للاستخدام (374) استبانة، ومن ثم تم تحليل البيانات الأولية والثانوية التي تم الحصول عليها، باستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS). توصلت الباحثة إلى نتائج بينت ضعف أنظمة التعليم التربوي المتمثلة بالمناهج والخطط الدراسية التعليمية مقارنة مع المناهج والخطط الدراسية للتعليم التطبيقي في المرحلة الجامعية والذي انعكس سلبًا على نظم العمل في السوق المحلية لعدم توفر معلومات حديثة مطابقة لاحتياجات تلك الأسواق تبعا للنمو والتطور الاقتصادي المحلي والعالمي والتي ظهرت من خلال الدراسة، وإلى ضعف التمويل المالي بالتعليم التطبيقي نتيجة لاقتصار التمويل فقط على المقدرات (المخصصات) الحكومية، وعدم مساهمة قطاع المؤسسات العامة والخاصة بالتمويل بالشكل النقدي أو العيني. وقد خلصت الدراسة إلى وجود علاقة طردية إيجابية معنوية بين طبيعة نظم التربية، وطبيعة نظم التعليم التقاني التطبيقي، وبالتالي وجود علاقة طردية معنوية ذات دلالة إحصائية أيضا بين تلك المخرجات مع نظم معلومات سوق العمل المحلي، كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات، والتي من شأنها أن تسهم بشكل إيجابي بتعزيز العوامل التي تؤثر في إعداد المورد البشري التطبيقي القادر على مواكبة احتياجات سوق العمل السورية.