أثر علم التجويد في الحفاظ على الصوت العربي الفصيح وجهوده علمائه في ذلك: درس مخارج الحروف وصفاتها أنموذجا

مما هو معلوم أن الدراسات الصوتية أخذت في التوسع والتمدد، وأن الدرس الصوتي للغة العربية أخذ ينحو منحى الدراسات الغربية في علم الأصوات، وورقات هذا البحث تبين أثر جهود علماء التجويد وقراء القرآن الذين خدموا هذا الدرس الصوتي العربي، وبذلوا فيه الجهد الكبير، فقد درسوه وقت أن أهمله غيرهم، وحفظوه وقت أن نسيه غيرهم، وضبطوه حين ضيعه غيرهم، فبقي الدرس عندهم محفوظا، ومسائله مشهورة؛ حتى عرفوا بهذا العلم، وعرف العلم بهم؛ فالبحث يعالج مسألة النظر في نشأة الدرس الصوتي عند علماء العربية وعلماء التجويد، وكيف وصل الدرس إلى علماء التجويد، ويبحث أيضا في جهود علماء التجويد وقراء القرآن في خدمة اللسان العربي، من حيث النظر في مسائله، والنظر في أطواره، وإضافات علمائه. ومن أهم ما تطرق البحث إليه هو مسألة أثر هؤلاء العلماء في الحفاظ على صوت اللغة العربية القديم الفصيح، وجعله مسموعا مطروقا إلى الوقت الحالي، وكيف تناقل صوتها جيلاً بعد جيل، حتى وصل صوتها إلينا مضبوط القواعد، ثابت الأصول، وكيف أن القرآن مازال على اللسان العربي المبين الذي نزل عليه، ومن ثم تعرض البحث لأهم النتائج التي خرج بها، والتي تتعلق كلها بإثبات جهود العلماء وفضلهم على الأمة العربية في حفظهم للغتهم ولسانهم، وتعرض للتوصيات التي تكمل بها جهود هؤلاء العلماء، والله الموفق والمستعان.