الرواية الديستوبية المصرية: مظاهرها ولغتها

هناك العديد من الأسئلة الفلسفية والوجودية التي يطرحها العقل البشري وبها يحقق وجوده، وبالإجابة عنها وعن غيرها تتحقق رؤيته لنفسه ولحياته ولوجوده، فمنها ينطلق وليها ينتهي. ومن هنا جنح العديد من الفلاسفة والمفكرين إلى محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة الوجودية بطرق شتى فكان منها تخيل مدن مثالية تتحقق فيها ر...

Ausführliche Beschreibung

Gespeichert in:
Bibliographische Detailangaben
Veröffentlicht in:مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور 2020, Vol.5 (3), p.755-900
1. Verfasser: شنقار، أسماء إبراهيم حسين
Format: Artikel
Sprache:ara
Schlagworte:
Online-Zugang:Volltext
Tags: Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
Beschreibung
Zusammenfassung:هناك العديد من الأسئلة الفلسفية والوجودية التي يطرحها العقل البشري وبها يحقق وجوده، وبالإجابة عنها وعن غيرها تتحقق رؤيته لنفسه ولحياته ولوجوده، فمنها ينطلق وليها ينتهي. ومن هنا جنح العديد من الفلاسفة والمفكرين إلى محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة الوجودية بطرق شتى فكان منها تخيل مدن مثالية تتحقق فيها رؤيتهم للإنسان والمجتمع والحياة عموما. وهذه الرؤى التي قد تصلنا من فلاسفة أو مفكرين أو رجال دين أو أدباء وتظل لدى الأجيال التالية محل نقاش وتطوير وتغيير متصل. ولما كان الأدب له دور رئيسي في طرح ومناقشة كل هذه القضايا، فقد ظهر نمط من الروايات يهتم بخلق عوالم مثالية وعوالم مضادة أخرى فوضوية قاتمة. وهما امتداد للفكرة الفلسفية القديمة، ولكل منهما تاريخه وتأثيره وخصائصه وأهميته الكبرى في تشكيل الوعي واستشراف المستقبل، فأحدهما قائم على الأمل الكامل والآخر قائم على اليأس ولتشاؤم أو لنقل الفزع مما يمكن أن يحدث في المستقبل، ولكن دافع الكتابة في كليهما غالبا ما يكون الإحساس بالمسئولية المجتمعية والالتزام تجاه المجتمع ومشكلاته. وقد انتشرت (الروايات الديستوبية) الغربية في فترة الحروب العالمية وانتشار الآلات والذكاءات الصناعية تعبيراً عن حالة العبثية واليأس وصورة أو رد فعل على الأمراض العصرية المنتشرة في تلك الآونة والتي تضخمت أكثر في وقنتا الراهن، وكان لهذه الروايات الديستوبية أثرها الكبير على العالم أجمع ،ومؤخرا منذ سنوات قليلة ظهرت الروايات الديستوبية العربية في الوطن العربي لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بسياق الإنتاج وبعضها يتعلق بسياق التلقي ،إضافة إلى تأثرها بتلك الروايات الغربية، باعتبار أن السياق الفكري والاجتماعي العربي قد امتلأ هو الآخر بألوان من التردي القيمي والانحلال الفكري لدى كثير من المثقفين، وقد لحظنا اهتمام كبير وإقبال من جيل الشباب تحديدا على هذا النمط الأدبي سواء أكان تأليفا أم قراءة، وهذا الأخير أمر لافت ويستأهل منا التوقف لكشف أسباب رواج مثل هذه الروايات لدى جيل الشباب ،لذا فمن الضروري-من وجهة نظرنا-الاتجاه إلى دراسة ما يكون عقول الشباب وألا نفض الطرف عن مثل هذه الكتابات ، ولما لها من أهمية في نقد الواقع واستشراف المستقبل، إضافة إلى محاولات فهم وتفسير الحياة والعلاقة الجدلية بين السلطة بشتى أنواعها والجماهير. ولربطها بين عناصر الزمن الثلاث (الماضي والحاضر والمستقبل), ومن هنا تأتي أهمية دراسة الروايات الديستوبية كنمط أدبي ناشئ حديثا في الأدب العربي فنتوقف عند تعرفه وأهم مظاهر ونواحي الاشتراك بينه وبين نظير الغربي ، مستعينين في ذلك بالعديد من الروايات الديستوبية الغربية مثل روايات جورج أورويل وألدوس هكسيلي ،وكذلك بالروايات الديستوبية المصرية والتي ركزت القول فيها على أربع روايات وهم : رواية يوتوبيا (المنشورة عام ٢٠٠٨ م) ورواية ممر الفئران (المنشور عام ٢٠١٦ م) وكلتاهما للكاتب أحمد خالد توفيق، ورواية عطارد(المنشورة عام 2015 ه) للكاتب محمد ربيع، ورواية قواعد جارتي
ISSN:2357-0962