مقاصد الشريعة وعلاقتها بفقه الموازنات

لم يتعرض العلماء السابقون لتعريف المقاصد اصطلاحيا مع أنهم أشبعوها بحثا ودراسة وتحليلا وقد توافق في كتاباتهم بعض الإشارات الموحية إلى معنى المقاصد في ارتباطها في المصالح كقول الإمام الغزالي (رحمه الله): (مقصود الشارع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقلهم ونسلهم وما لهم)، وأما الإمام الشاطبي -شيخ المقاصد- (رحمه الله) فقد أفرد كتابا خاصا ضمن -الموافقات- ولم يضع تعريفا محددا، موجزا إلا ما كان من تعريفه للمصالح، لارتباطها بها، أما عند غير الشاطبي فتقف على لفظ قصود عند ابن قيم الجوزية في -إعلام الموقعين- حيث قال: (فاعتبار القصود في العقود أولى من اعتبار الألفاظ المقصودة لغيرها، ومقاصد العقود هي التي تراد لأجلها).