بنو مسلية المذحجيون ودورهم في الدعوة العباسية

حرص مؤرخو العصر العباسي الأول على إبراز اعتماد العباسيين على العنصر الفارسي أكثر من غيره، ولم يسلطوا الضوء على المكونات الأخرى التي توحدت جميعها حتى تمكنوا من القضاء على دولة بني أمية وإقامة الدولة العباسية؛ والتي من أهمها العنصر العربي الذي يكاد يكون العنصر الرئيسي في الدعوة العباسية والثورة معاً، غير أن الجديد في هذا الموضوع هو إبراز الدور الذي لعبته بني مسلية في دعوة المعارضة ضد بني أمية وموالاتهم لأل البيت وتكوينهم نواة تلك المعارضة في الكوفة؛ وإستمرار ولائهم السياسي بعد تحول إمامة الدعوة إلى العباسيين؛ وجهودهم في نقل الدعوة إلى خراسان المسرح الجديد بدلاً من الكوفة. بل وفي تدبير شؤون الدعوة العباسية في خراسان، وفي تتبع أعمال كبار رجالات الدعوة من بني مسلية وجهودهم لأكثر من نصف قرن وهم يكملون جهودهم بالتتابع والتواصل حتى نجحوا في تحقيق أهدافهم؛ بحيث مرت الدعوة في ثلاثة عهود: * عهد الإمام عبد الله بن محمد بن الحنفية المقلب بأبي هاشم. * عهد الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. * عهد ابراهيم الإمام بن محمد بن علي.