قصيدة "وجودية" للشاعر نزار قبانى: دراسة أسلوبية

يتناول هذا البحث قصيدة عنوانها (وجودية) للشاعر نزار قباني، تلك القصيدة التي أثارت حفيظة الأوساط النقدية والثقافية العربية في حينها، بما أحدثته من جدل واسع، لما تتمتع به من أهمية تاريخية خاصة، في تسجيل تجاوز المألوف والتقليدي، والانفتاح على روح العصر والتحرر من قيود الماضي، على مستوى نظام الشطرين ونظام الوزن والقافية، فضلا عن الصياغة الشعرية غير التقليدية. وقد قاربنا هذا النص الشعري على وفق المنهج الأسلوبي، لأنه من النصوص التي تمثل سمات عصرها، والاحتفاء بروحه المعاصرة وهويته الجديدة، وهذه المثيرات النصية وغيرها، يمكن أن تمثل مادة الدرس الأسلوبي في دراسة النص وتوصيفه، وتبني مُتطلبات تجربته الإبداعية الجديدة. وقد قامت الدراسة الأسلوبية على ثلاثة مستويات، وهي: المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، والمستوى الدلالي. ولعل من أبرز نتائج البحث، أن خلقت تجربة الشاعر الجديدة علاقة قصدية بين وجدانه الذي ساد القصيدة وبين النظام الموسيقي الجديد الذي سار عليه، وشكلت المرأة (جانين) وطبيعة الحياة الباريسية الجديدة ملمحاً أسلوبياً أصيلًا، تأسس عبر وحدات دلالية مهيمنة، مارست دورها بقصدية في تبلور الحدث الأبرز في القصيدة، من أجل النهوض بأعباء مشروع ثقافي جديد، يراد له أن يتجاوز البيئة والزمان والمكان.