المثقف العربي بين الأيدلوجي والمعرفي

البحث عن صيغة فكرية مقاربة لواقع الإنسان محتاج منا إلى تعمق في أكثر مسائلنا العالقة بين محنتي الإيدلوجي والمعرفي التي توجنا بحثنا بعنوان خاص بهذا الأمر، ولاسيما أن المثقف يعيش ما بين عزلة مجتمعية وما بين هوة حضارية، لأن الثقافة التي تواجه المعاصرة في وقتنا الحالي هي ثقافة متحولة أو متحركة كما يسميها...

Ausführliche Beschreibung

Gespeichert in:
Bibliographische Detailangaben
Veröffentlicht in:Literature of Kufa 2019, Vol.10 (38), p.33-50
Hauptverfasser: العرباوى، نعمة محمد إبراهيم, الحلو، حسنين جابر حيدر
Format: Artikel
Sprache:ara
Schlagworte:
Online-Zugang:Volltext
Tags: Tag hinzufügen
Keine Tags, Fügen Sie den ersten Tag hinzu!
Beschreibung
Zusammenfassung:البحث عن صيغة فكرية مقاربة لواقع الإنسان محتاج منا إلى تعمق في أكثر مسائلنا العالقة بين محنتي الإيدلوجي والمعرفي التي توجنا بحثنا بعنوان خاص بهذا الأمر، ولاسيما أن المثقف يعيش ما بين عزلة مجتمعية وما بين هوة حضارية، لأن الثقافة التي تواجه المعاصرة في وقتنا الحالي هي ثقافة متحولة أو متحركة كما يسميها البعض لأنها كانت سائرة على أفكار في الماضي وجاءت للحاضر لبناء شخصيتها الجديدة، والثقافة التي يحيل إليها لفظ (مثقف) في خطابنا المعاصر ليست هي الثقافة كما تعلم من هذا اللفظ في الخطاب العربي القديم باعتبار تطور الإنسان في مفهومية الحضارات القديمة والحديثة والمعاصرة عبر الأبعاد الحضارية لجماعة ما يقابلها مفهوم خطابي منزل منبعث من المخاطبة الحصرية للخصوصيات المتعددة للأقوام التي عاشت في تلك الحقبة عن (نوح وعاد وثمود) وغيرهم لينتهي هذا الخطاب المنزل إلى خطاب آخر يحاكي الناس في عصر العالمية الدينية ذات الأبعاد الإنسانية في فهم الواقع البشري. إذ كان التصور الشائع عن الحضارة العربية وما فيها من ثقافات تصويرهم كشعب بدوي يعيش في صحراء واسعة ويستخدم الجمل كوسيلة وحيدة لمواصلة هؤلاء كما يقول البعض: الأعراب البدو بطبيعة الحال شغوفون بالغزو والتعصب والسلب، وهي رؤية قام بها أساتذة في علم الاجتماع، ولاية كاليفورنيا، باعتبار صورة الإسلام وحضارته وثقافة مثقفيه رسمت على أنها تؤكد على العنف وحب القتال. فنأتي هنا ونحلل قول الغرب من ثقافة العرب.. أولاً: أن تصويرهم العرب كشعب بدوي يعيش في صحراء واسعة ومكثرون بالغزو وغيره فهل هذا يعني إنهم لا يأخذون بمفاهيم التعليم مثلا -لأن البداوة لا تمنع الإنسان في التعليم وكذلك الصحراء باعتبار أغلب شعراءنا العرب كانوا يذهبون للبادية للهدوء وطلاقة اللسان ولعل قول ابن خلدون: (العلوم تكثر حين يكثر العمران وتعظم الحضارة) كان ضمن إطار تطوير المجتمع إلى الأفضل. ثانياً: إن الإسلام كعقيدة تحب الحرب والقتال حتى عند مثقفيهم، وهذا القول يحتمل احتمالين: 1. إن الإسلام أمر بقتال أعداء الله ورسله فقط وهو لا يصرح بانتهاك النفس الإنسانية حتى على غير ملة الإسلام. 2. إن بعض من الذين يسمون أنفسهم مثقفين في إطار الحضارة العربية ليست لهم قدرة على رد الأسئلة والانتقادات الدينية باعتبار أن عدم الرد يحتل ثقافة الشفافية ما أدى سلبا إلى وقوعهم في متاهات الحاضر ومنزلقات المستقبل، وأما مشكلة توزيع المهام الفكرية على أكثر من متصدي لهذا المجال ليكون قادراً على وضع النقاط على الحروف في مواجهته لهذا المعترك لابد له من وقفات، وهنا لابد أن نفهم بأن الحضارتين العربية الإسلامية والغربية لكل منها تاريخ يعمل بمعطيات ولكن مجتمعنا الإسلامي داخل حضارته فرض عليه أن يكون رسالياً إذ لا يمكن أن يكون كذلك واقعاً- إذا لم يشعل هذا المشعل- وإذا ظل سادراً في الدروب المظلمة ومغمورا بالانحراف والتمرد على طبيعة الوجود والحياة فلا يستخف أن يعمل هذا المشعل داخل الحضارة. والذي نحتاجه اليوم من مثقفينا أن
ISSN:1994-8999