صورة المسيح في التراث الإسلامي

الملخص ‫يسلّط هذا المقال الضوء على الصورة التي نُسجت للسيّد المسيح عليه السلام في تراثنا الإسلاميّ، بغية تعريف القارئ بها، ذلك أنّ تلك الصورة لم تبرز بالشكل اللائق بها في الأدبيّات العربيّة، بقدر ما ظهر المسيح موضوعًا للجدل الدينيّ والعقائد. وقد كانت تلك الصورة منذ زمن طويل موضوعًا للبحث والمناقشة في الأدبيات الغربيّة. فكتبَ كثيرٌ من المستشرقين في هذا الموضوع باللغات الإنجليزيّة والفرنسية والإسبانيّة والألمانيّة، عن الأشكال التي يتصور فيها المسلمون المسيح، كما جُمعت روايات المسلمين للإنجيل سواء ما اعتمدوا فيه على نسخ قديمة للأناجيل الأربعة أو نقلوا مروياتهم عن الأناجيل المنحولة أو الروايات الشفاهيّة. كانت كلُّ صورةٍ ترسم عالمًا جديدًا يتّسم بالرحابة في النظرة الإسلاميّة للمسيح. فالمسيح مثال للورع والتقوى والزهد، ومثال للمعلم المربّي للسالكين، ومثال للروح الرقيقة التي تمثّلت بشرًا من أجل الإيمان. وعى العلماء المسلمون هذه الصور، ورسم كلّ واحد منهم رواية لحياة المسيح بحسب ذوقه. قدّمت هذه الروايات تأويلات تتّسم بالجدّة والطرافة، لذا ستحاول هذه الدراسة لفت النظر إلى بعض هذه الروايات، نظرًا لأهميّتها ودورها في الكشف عن ثراء التصوّرات الإسلاميّة على تنوّعها وتعدّدها.‬