الرؤية الأردنية لنشاط منظمة التحرير الفلسطينية 1969-1970

تكمن أهمية موضوع بحثي الموسوم (الرؤية الأردنية لنشاط منظمة التحرير الفلسطينية- ١٩٦٩- ١٩٧٠) للكشف عن الرؤى التي لطالما طرحتها الأردن للوصول إلى حل منصف للقضية الفلسطينية ولاسيما بعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري في ٢٨ أيار ١٩٦٩ ومن ثم ياسر عرفات، اللذان بذلا جهودا شاقة لتوحيد وقيادة الفصائل والمنظمات الفلسطينية التي رأت أن الأرض التي أحتلت بالقوة يجب أن تعود بالقوة باعتمادهم على إمكانيات الدول العربية السياسية والاقتصادية، لكن كان للأردن رؤية أخرى عن نشاط منظمة التحرير الفلسطينية التي طرحها المسؤولون الأردنيون بكل المحافل الدولية ومفادها ما طرحه الملك حسين عندما خاطب الكيان الصهيوني قائلا أما أن يملك الأرض أو السلام وليس كلاهما. لكن إصرار الكيان الصهيوني على رفض أغلب المبادرات والمشاريع السياسية التي طرحتها المؤتمرات العربية والدولية حال دون تحقيق حل منصف للقضية الفلسطينية. إلى جانب ذلك رأت الأردن بضرورة احتواء كل المعوقات والأحداث المتتابعة بادئ الأمر عبر موقفها القومي العربي الأصيل للوقوف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني وعدم التخلي عنه في محنته، بالمقابل رفضت منظمة التحرير الفلسطينية مشروع روجرز الأول كونه لم يتطرق لحقوق الفلسطينيين ومستقبل قضيتهم ذلك عدته المنظمة مؤامرة ضد الكفاح المسلح الفلسطيني وسياسة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية. أما الموقف العربي فقد تلخص بقبول مصر والأردن مشروع روجرز بالوقت الذي رفضه الكيان الصهيوني لشكوكه بما طرح بالمشروع جاء لاسترضاء الدول العربية وفرض حل إلزامي على الصهاينة، والملفت للنظر أن منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني كلاهما رفض مشروع روجرز وذلك كان مشجعا للأردن إلى اتخاذ موقفا جديا تجاه حماية استقلالها السياسي وعدم السماح للعبث بأمن واستقرار الأردن.