الشعر عند الأصوليين: قيمته الفنية وأوجه أغراضه من الاستدلال

تأتي هذه الدراسات ضمن دراسات العلوم البينية وهي هنا بين علمي أصول الفقه واللغة العربية والشعر العربي إذ الشعر هو سجل نقل اللغة وعلومها، فتناولت الدراسة الشعر عند الأصوليين وما فيه من قيمة فتية وبعض أغراض الأصوليين من الاستدلال بالشعر، كما تناولت اهتمام بعض الأصوليين بنظم الشعر بغرض التعليم وتقريب القواعد والمسائل الأصولية للتلاميذ والطلاب مستفيدين من الوزن والقافية في الشعر العربي. وتتمثل أهداف الدراسة في التالي: 1- بيان اهتمام الأصوليين بالشعر العربي باعتباره مصدراً رئيساً للغة العربية الفصحى في قواعدها ومفرداتها. ۲- بيان دور علم أصول الفقه في صيانة وحفظ اللغة العربية من خلال تضمينه مباحث لغوية والاستشهاد بالشعر في الاستدلالات وغيرها. 3-بيان أهمية الشعر في حفظ اللغة العربية - التي هي لغة التأليف والبيان - لمعاني ودلالات الأحكام الشرعية التي عني بها الأصوليون. 4- ذكر نماذج من الشعراء الأصوليين وأنواع الشعر عندهم وبيان ما اشتمل عليه شعرهم من القيمة الفنية. 5- بيان بعض أغراض الأصوليين من الاستشهاد بالشعر في كتبهم ومؤلفاتهم الأصولية. وخلصت الدراسة إلى النتائج الآتية: 1- من الفقهاء الأصوليين من جمع بين علوم الشريعة وعلم اللغة العربية كالإمام الشافعي والإمام ابن حزم الظاهري وابن هشام. 2- زعم بعض النقاد أن شعر الأصوليين خال من القيمة الفنية ومن العاطفة والخيال، والحق أن شعر الأصوليين شعر ينم عن القيمة الفنية المتضمنة للحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعاً. 3- من الفقهاء الأصوليين من نظم الشعر وبرع فيه ولم يسع النقاد والمؤلفون في الأدب إلا أن يعترفوا بشاعريتهم. 4- استفاد الأصوليون من نظم الشعر العربي في نظم المتون التعليمية عن طريق الوزن والقافية. 5- إنَّ العبرة في الشعر بحضور الملكة الشعرية سواء كان قائله فقيهاً أو غيره. 6- إن نظم المتون الأصولية كما كان لغرض التعليم فهو كذلك لا يخلو من عمل أدبي وتعبير فني.