إسهامات هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "AAOIFI" في تعزيز الأخلاقيات والآداب المهنية للعمل المحاسبي

تتوغل المحاسبة بوصفها نشاطا خدميا في جميع أعمال المؤسسات لتقوم بمعالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات يستفيد منها الجميع. ولأهمية المحاسبة فأنها هي من يصدر المعلومات وهي من يدققها لحين اكتمالها وهي كذلك من يعطي رأيها عن تلك المعلومات، فالعمل المحاسبي في المؤسسات يأخذ محاور ثلاث، الأول في معالجة البيانات ومن يقوم بذلك العمل يسمى محاسبا والثاني في تدقيقها ومن يقوم بذلك العمل يسمى مدققا داخليا والثالث في إعطاء راي فني محايد عن عدالتها ومن يقوم بذلك العمل يسمى مدققا خارجيا والجميع يخرج من مشكاة واحدة وهي المحاسبة. العمل المحاسبي بحاجة إلى الأخلاق أكثر من أي عمل أخر لأنه يرتبط بالأموال والأموال مزلة قدم، والعمل المحاسبي بحاجة إلى الآداب المهنية أكثر من أي عمل أخر فالفجوات المتحققة سببها أولا وأخيرا عدم الالتزام بآداب السلوك المهني. ولأهمية المحاسبة فقد دأبت اللجان والمنظمات والهيئات والنقابات على المستوى العالمي والمحلي على إصدار المعايير التي تنظر إلى المحاسبة من منظورين: الأول: معايير خاصة بآليات العمل المحاسبي. الثاني: معايير خاصة بتعزيز الأخلاقيات وتوجيه سلوكيات المحاسبين. السلوك الأخلاقي يشكل العمود الفقري لممارسة العمل المحاسبي والناظر في أحوال المجتمع يرى أن هناك تقصير بالأخلاقيات، فالأخلاقيات هي المادة التي تعمل على تماسك المجتمع ببعضه البعض. هذا التقصير أو الخلل في الأخلاقيات والسلوكيات كان السبب الرئيس في وضع دليل إرشادي يعد بمثابة معيار يرشد العاملين وخارطة طريق للالتزام المهني. ولأهمية المحاسبة كذلك فإن المعايير الصادرة تقسم إلى قسمين: الأول خاص بالمحاسبين، والثاني عام للعاملين. أن العمل المحاسبي معني بالتمسك بالأخلاقيات والآداب المهنية في جميع المؤسسات التي يخدمها فضلا أن تكون تلك المؤسسة إسلامية أو تمارس أنشطتها وفق الشريعة الإسلامية. لقد أسهمت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) من خلال مجلس الحوكمة والأخلاقيات إلى إصدار ميثاقين للأخلاقيات داخل المؤسسات المالية الإسلامية هما: الأول يتعلق بالمحاسب (محاسب ومدقق داخلي ومراجع خارجي)، والثاني يتعلق بالعاملين.